من حرفيش إلى دبي

من بلدة حرفيش إلى دبي: نيروز تكتب فصلاً جديداً في عالم الصحة النفسية والتطوير الذاتي

لم تبدأ حكاية نيروز في قاعات الجامعات أو بين مكاتب العيادات… بل بدأت من شغف عميق تجاه الإنسان. من بلدتها الصغيرة حرفيش، انطلقت رحلتها المهنية بتقديم تدريبات في الإتيكيت، التطوير الذاتي، والاستشارات الزوجية والعائلية، لتصبح لاحقاً حجر الأساس لما هو اليوم أحد المفاهيم الجديدة في عالم العافية النفسية في المنطقة: Nairooz Clinic.

رغم التحديات الاجتماعية والدينية، اختارت نيروز أن تتقدّم بثبات نحو العلم. التحقت بالجامعة المفتوحة، إحدى أصعب المؤسسات الأكاديمية في البلاد، لتحصل على شهادة في علم النفس، ثم تابعت دراستها العليا لتحقق حلمها في إكمال الماجستير، بالتوازي مع خبرة عملية واسعة اكتسبتها من العمل مع أسماء رائدة في الإمارات.

لم ترَ نيروز في التعليم نهاية المطاف، بل وسيلة لشيء أكبر: نقل تجربة علاجية وثقافية جديدة إلى مجتمعاتنا. كانت رؤيتها أن تؤسس مساحة آمنة ومهنية للناس ليفهموا أنفسهم، ويتوازنوا نفسياً، ويبنوا حياة صحية على كل المستويات.

الطريق إلى دبي: رؤية عالمية بروح محلية

بعد حصولها على التراخيص الدولية من بلدها ومن المملكة العربية السعودية، بدأت ملامح حلم دبي بالتبلور. الجامعة المفتوحة، ورغم صعوبتها، شكّلت مفاجأة إيجابية عندما تبيّن أنها معترف بها دولياً، مما سهّل عليها الإجراءات القانونية والتعليمية في الخارج.

بعد عام كامل من التخطيط، الدراسات، والتعاونات مع مختصين في الإمارات، أطلقت نيروز أول فرع من Nairooz Clinic في دبي. وما يراه الناس اليوم كنجاح لامع، هو في الحقيقة نتيجة لساعات من العمل، التردد، السهر، والقرارات الصعبة خلف الكواليس.

Nairooz Clinic: نموذج متكامل للشفاء والنمو

عيادة نيروز ليست فقط مكاناً للعلاج، بل
مساحة للعافية الكاملة. تشمل خدماتها:

العلاج المعرفي السلوكي (CBT)

الاستشارات الزوجية والعائلية التدريب الشخصي والإتيكيت
العلاج بالغذاء والزراعة
ورش عمل ودورات في التوازن النفسي والتربية والمهارات الاجتماعية

فريق العمل: منسجم، متعدد التخصصات، ومختار بعناية

تعمل نيروز إلى جانب فريق من المختصين في علم النفس، التدريب، والإرشاد الأسري، حيث يتم اختيارهم ليس فقط بناءً على مؤهلاتهم، بل أيضًا لقدرتهم على فهم الثقافات المتنوعة وتقديم علاج إنساني دافئ ومهني.

الرسالة القادمة؟

نيروز لا ترى في دبي محطة أخيرة. بل بوابة للانطلاق نحو مشروع إقليمي أكبر، حيث يصبح لكل فرد مساحة لفهم نفسه، الشفاء من الداخل، وبناء حياة متزنة على المستويين النفسي والسلوكي.